يحتج على وصفه بالمطرب الخليجي
كاظم الساهر أنا عراقي...
ونجحت في كسر الحصار عن فن بلادي
ظهرت موهبته كملحن مبكراً, فلحن أولى أغنياته وهو في الثانية عشرة من عمره بعد أن باع دراجته ليشتري غيتاراً, ولم يعلم أن صوته حلو إلا بعد أن نبهه الأصدقاء..
يرفض التقليد ويتعجب من كثرة الشائعات حوله, ويرفض أن يغني لأي ملحن آخر سواه, كما يرفض مشاهدة قنوات الأغاني... إنه الفنان العراقي كاظم الساهر الذي فتح قلبه في هذا الحوار.
* كيف كانت نشأتك وطفولتك في أرض الفرات بغداد؟
- نشأت في كنف عائلة تتميز بكثرة عدد أفرادها حيث كنا عشرة أشقاء وأنا ترتيبي السابع بين إخوتي, وطفولتي كانت بسيطة جداً, واضطررت للعمل وأنا طفل لم يتعد عمري السنوات العشر حتى خلال أيام العيد كنا نعمل أنا وإخوتي من أجل المصروف.
كنت أمشي كثيراً في الشوارع وحدي, وكثيراً ما كنت أخلو بنفسي, وكان يضايقني أن يقطع الآخرون على وحدتي وخيالي, وأعتبرهم يقتحمون على عالمي الخيالي الذي كنت أنسجه لنفسي وأهيم فيه ناسياً كل ما حولي.
وعندما كان عمري 12 عاماً كنت أغني وأدندن وتأثرت كثيراً بالموسيقار محمد عبد الوهاب, جذبتني موسيقاه إلى تتبع كل ما كان يكتب عنه وعن أخباره, بالإضافة إلى أنني كان لدي حب الإطلاع على كل الموسيقيين في العالم, وليس المطربين.
وفي هذا الوقت عملت لفترة, جمعت خلالها مبلغاً من المال, واشتريت به دراجة, وبعد فترة بعتها واشتريت بثمنها غيتاراً, وتعلمت على آلة الغيتار لمدة ثلاثة أشهر, ولحنت بعدها قصيدة لشاعر للأسف لا أتذكر اسمه, اسمها (أين أنت يا حياتي), وبعدما تعلمت على آلة الغيتار ودرستها أيضاً, قررت أن أتعلم العزف على آلة العود لأنها جذبتني أكثر من الغيتار نظراً لشرقيتها وأصالتها, وشعرت أن العود يعطيني ما أبحث عنه, وخلال هذه الفترة أيضاً وللمرة الأولى قمت بالغناء والعزف على مسرح المدرسة ولم أكن أعلم أن صوتي جيداً, لقد كنت أحب الموسيقي والتلحين ولم أكن أغني حتى لاحظت إعجاب المحيطين بي بجمال صوتي, وعندها لفت نظري أحد أصدقائي ونصحني بالاهتمام بصوتي وموهبتي وضرورة تطويرهما عن طريق الدراسة بمعهد الموسيقي.
ثم اتجهت وأنا في سن المراهقة إلى كتابة الخواطر ثم ركزت في الشعر وتعلم الأوزان الشعرية, وأذكر شيئاً جميلاً حدث معي وأعتز به وهو أنه عندما أخذ أحد شعراء العراق الشعبيين بيتاً من أبيات قصيدة لي ووضعها في كتابه بعد أن استأذن مني وأشار إلى اسمي, وهذا الشاعر كان مشهوراً جداً في العراق آنذاك ولكنه ليس معروفاً على مستوى الوطن العربي, وما زلت أذكر البيت الذي استعاره مني وأقول فيه (هددوني بأن أترك عودي, وأوراقي يا حبيبتي, وأرحل إلى ما لا نهاية, رحلوا هم وتركوني أنا..!
وكتب هذا الشاعر البيت بهذا الشكل: (هددوني بأن أموت.. ماتوا هم وبقيت أنا), ولك أن تتصوري أن هذا حدث وأنا طفل مراهق, وكنت سعيداً جداً لأن ديوان شاعر مثله احتوى على أبيات تخصني وشعرت حينها أنني أكتب قصائد ذات قيمة, وإلى جانب الكتابة والموسيقى كان لدي نهم شديد للقراءة وبالذات قراءة الشعر لشعراء كبار أمثال نزار قباني, وبدر شاكر السياب والجواهري, وغيرهم, وإذا تأثرت بإحدى قصائدهم كنت أقوم بتلحينها لنفسي وتسجيلها على الفور على شريط كاسيت.
* الطفل كاظم الساهر هل كان هادئاً.. أم مشاكساً؟!
- كنت كثير الحركة ولم أكن أبداً هادئاً وكنت كثير الشغب والمشاكسة والمعاكسة, والشقاوة, وعندما كنت أرتكب خطأ ما, لم يكن والدي يعاقبني بل كان يعاقب أحد إخوتي, فكنت أعمل (البلوة) وأخي يقع فيها! وكنت أقف بعيداً أشاهده وهو يعاقب وأضحك عليه, وذات مرة حدث في المدرسة أن شقاوتي ضايقت المدرس, وبدلاً من أن يضربني, نادى على آخر وضربه قائلاً له: (لأن أخاك الصغير بهذه الشقاوة).؟!
ولكن بعد انتهاء اليوم الدراسي انتقم أخي لنفسه وضربني..!
- وفي فترة المراهقة تحولت هذه الشقاوة إلى هدوء تام والتزام واتجهت إلى كتابة الخواطر وأصبح تعاملي مع الأوراق والكتب فقط ولم أكن أترك كتاباً رومانسياً إلا وأقرأه.. وكما كانت دراستي ممتازة كنت حريصاً على أن أكون ممتازاً في الموسيقى والشعر أيضاً! لذلك كنت أسير على قدمي لمدة ساعتين حاملاً غيتاري على كتفي متجهاً إلى حيث كنت أتلقى دروساً في الغيتار وبرغم ما كنت أشعر به من تعب فإنه كان تعباً لذيذاً لأنني أحقق حلمي.
* من كان الأستاذ أو المثل الأعلى والقدوة في حياة كاظم؟
- أساتذتي في المعهد كانوا قدوة حسنة لي, ومنهم روحي الخماش رحمه الله, وكان وقتها من أكبر الموسيقيين في العراق, أيضاً عميد منير بشير, وجلال الحنفي الذي علمني عروض الشعر وآخرون, ولكني كنت أعتمد على نفسي.
فالتطور الأكاديمي بالنسبة لي كان مهماً جداً, وقبل التحاقي بمعهد الموسيقى كنت قد تخرجت من دار المعلمين وعملت أستاذاً في المدارس لفترة ثم بعدها اتجهت لدراسة الموسيقى, وفي أقرب فرصة سافرت خارج بغداد.
* من أين كانت الانطلاقة في مجال الغناء؟
- الانطلاقة كانت من بغداد حيث بدأت شهرتي هناك في عامي 1986 - 1987 ثم بعدها انتقلت شهرتي إلى العالم العربي وأميركا خصوصاً أغنية (عبرت الشط) التي غناها كثير من الفنانين العرب قبل أن يروا وجهي, وفي العام الكئيب والحزين عام 1991 دمرت 85 في المئة من أحلامي حيث واجهت صعوبات كثيرة عند دخولي أي بلد عربي, لأنني كنت مرفوضاً لكوني عراقي الجنسية, وحاربوني بشكل فظيع فأغنياتي لم تذع إلا في الإذاعات, وبعض الشركات قامت بالسطو على أغنياتي وألحاني وأعطتها لمطربين آخرين وأنكروا أنني الملحن والمطرب صاحب الأغنية, وكانوا يكتبون عليها فلكلور أو أي اسم , ومثل لي ذلك مأساة كبيرة عشتها لمدة ثلاث سنوات, ظللت خلالها على هذه الحال والهجوم ضدي يتزايد وأعامل معاملة سيئة, إلى أن دخلت الأردن, ومكثت فيها لمدة سنة, ثم ذهبت إلى لبنان لإحياء حفل هناك وكان المفروض أن نقيم أسبوعاً ونخرج, وحدث أن مكثنا في لبنان لمدة 42 يوماً, والحفلة الواحدة أصبحت حفلات, ولقاءات تلفزيونية كثيرة وأحاديث صحفية, وأحدثت حفلاتي هناك ضجة كبيرة وحدث أن الصحافة لم تكتب المطرب العراقي كاظم الساهر بل بعضهم كتب المطرب الخليجي, فاحتجت على ذلك وأصررت على وضع اسم العراق قبل اسمي وكانت تلك الفترة مليئة بالمعاناة والألم لكنها أتت ثمارها حين أعدت اسم العراق إلى أوراق الصحف لأن اسم بلدي كان ممنوعاً من أن يكتب في الصحف وتمكن الفنانون العراقيون من الغناء في الدول العربية التي كانت ترفضهم في السابق, والحمد لله أنه من خلالي استطعت فك الحصار عن الفن العراقي! وبعدها توالت مشاركاتي في المهرجانات العربية والدولية, وانطلقت وانطلق معي اسم العراق إلى عنان السماء.
* تصر على التلحين لنفسك, ولا تستعين بملحنين آخرين, ألا تخاف من الوقوع في التكرار الذي اتهمك البعض به؟
- (اللسان ليس به عظم) فأي واحد جالس في منزله يتكلم كما يشاء من دون علم أو دراية ولسانه لن يرهقه كثرة الكلام الفاضي, وليقل ما يشاء, فما التكرار الموجود في أغنياتي؟ وهل هناك ضعف في (حافية القدمين) أو )أحبيني بلا عقد(؟ ولو وجدوا في هذا الزمن أغاني أعلى من هذا المستوى فليأتوا لي بها.
* ألا تفكر في التعامل مع ملحنين آخرين حتى لو كان اللحن جديداً؟
- نعم حتى لو كان اللحن جديداً, مع احترامي للكثير من الملحنين, وهناك موسيقيون رائعون لهم تواجد فني جيد على الساحة مثل الموسيقار عمار الشريعي وغيره, ولكن كل ما هناك أنني رجل أحب الموسيقى وعندما تأثرت بالموسيقار عبد الوهاب كان لأنه في المقام الأول موسيقى, والموسيقى تشغلني أكثر من الغناء وأفرح كثيراً لألحاني وأشعر مع كل لحن أؤلفه أنني كطفل من جديد.
* تقديمك لأغان لها إيقاع راقص هل هدفه مغازلة جمهور بعيد عنك؟
- أسعدتني مقولتك أن لدي إيقاعات راقصة فكثيراً ما يطلب الناس مني إيقاعات راقصة لأنهم يحبونها, وما أقوم به أنني أحاول استخدام الإيقاعات الشرقية الراقصة بأسلوب كلاسيكي قديم, وفي الحقيقة أن الإحساس والكلام هو الذي يقودني.
* كيف ترى الساحة الغنائية الآن؟
- أنا لست ناقداً بل فنان, ومنذ عامين تحديداً عزفت عن مشاهدة قنوات الأغاني وإن حدث أن شاهدتها فيكون ذلك مصادفة بحكم تواجدي في مكان يذيعها, ولكني متابع جيد للقنوات الإخبارية باستمرار, وإذا سألتني عن مذيعي الأخبار والأحداث السياسية فسأجيب أما إذا سألتني عن المطربين الجدد وأخبارهم, فليس لدي إجابة وافية.
كاظم الساهر أنا عراقي...
ونجحت في كسر الحصار عن فن بلادي
ظهرت موهبته كملحن مبكراً, فلحن أولى أغنياته وهو في الثانية عشرة من عمره بعد أن باع دراجته ليشتري غيتاراً, ولم يعلم أن صوته حلو إلا بعد أن نبهه الأصدقاء..
يرفض التقليد ويتعجب من كثرة الشائعات حوله, ويرفض أن يغني لأي ملحن آخر سواه, كما يرفض مشاهدة قنوات الأغاني... إنه الفنان العراقي كاظم الساهر الذي فتح قلبه في هذا الحوار.
* كيف كانت نشأتك وطفولتك في أرض الفرات بغداد؟
- نشأت في كنف عائلة تتميز بكثرة عدد أفرادها حيث كنا عشرة أشقاء وأنا ترتيبي السابع بين إخوتي, وطفولتي كانت بسيطة جداً, واضطررت للعمل وأنا طفل لم يتعد عمري السنوات العشر حتى خلال أيام العيد كنا نعمل أنا وإخوتي من أجل المصروف.
كنت أمشي كثيراً في الشوارع وحدي, وكثيراً ما كنت أخلو بنفسي, وكان يضايقني أن يقطع الآخرون على وحدتي وخيالي, وأعتبرهم يقتحمون على عالمي الخيالي الذي كنت أنسجه لنفسي وأهيم فيه ناسياً كل ما حولي.
وعندما كان عمري 12 عاماً كنت أغني وأدندن وتأثرت كثيراً بالموسيقار محمد عبد الوهاب, جذبتني موسيقاه إلى تتبع كل ما كان يكتب عنه وعن أخباره, بالإضافة إلى أنني كان لدي حب الإطلاع على كل الموسيقيين في العالم, وليس المطربين.
وفي هذا الوقت عملت لفترة, جمعت خلالها مبلغاً من المال, واشتريت به دراجة, وبعد فترة بعتها واشتريت بثمنها غيتاراً, وتعلمت على آلة الغيتار لمدة ثلاثة أشهر, ولحنت بعدها قصيدة لشاعر للأسف لا أتذكر اسمه, اسمها (أين أنت يا حياتي), وبعدما تعلمت على آلة الغيتار ودرستها أيضاً, قررت أن أتعلم العزف على آلة العود لأنها جذبتني أكثر من الغيتار نظراً لشرقيتها وأصالتها, وشعرت أن العود يعطيني ما أبحث عنه, وخلال هذه الفترة أيضاً وللمرة الأولى قمت بالغناء والعزف على مسرح المدرسة ولم أكن أعلم أن صوتي جيداً, لقد كنت أحب الموسيقي والتلحين ولم أكن أغني حتى لاحظت إعجاب المحيطين بي بجمال صوتي, وعندها لفت نظري أحد أصدقائي ونصحني بالاهتمام بصوتي وموهبتي وضرورة تطويرهما عن طريق الدراسة بمعهد الموسيقي.
ثم اتجهت وأنا في سن المراهقة إلى كتابة الخواطر ثم ركزت في الشعر وتعلم الأوزان الشعرية, وأذكر شيئاً جميلاً حدث معي وأعتز به وهو أنه عندما أخذ أحد شعراء العراق الشعبيين بيتاً من أبيات قصيدة لي ووضعها في كتابه بعد أن استأذن مني وأشار إلى اسمي, وهذا الشاعر كان مشهوراً جداً في العراق آنذاك ولكنه ليس معروفاً على مستوى الوطن العربي, وما زلت أذكر البيت الذي استعاره مني وأقول فيه (هددوني بأن أترك عودي, وأوراقي يا حبيبتي, وأرحل إلى ما لا نهاية, رحلوا هم وتركوني أنا..!
وكتب هذا الشاعر البيت بهذا الشكل: (هددوني بأن أموت.. ماتوا هم وبقيت أنا), ولك أن تتصوري أن هذا حدث وأنا طفل مراهق, وكنت سعيداً جداً لأن ديوان شاعر مثله احتوى على أبيات تخصني وشعرت حينها أنني أكتب قصائد ذات قيمة, وإلى جانب الكتابة والموسيقى كان لدي نهم شديد للقراءة وبالذات قراءة الشعر لشعراء كبار أمثال نزار قباني, وبدر شاكر السياب والجواهري, وغيرهم, وإذا تأثرت بإحدى قصائدهم كنت أقوم بتلحينها لنفسي وتسجيلها على الفور على شريط كاسيت.
* الطفل كاظم الساهر هل كان هادئاً.. أم مشاكساً؟!
- كنت كثير الحركة ولم أكن أبداً هادئاً وكنت كثير الشغب والمشاكسة والمعاكسة, والشقاوة, وعندما كنت أرتكب خطأ ما, لم يكن والدي يعاقبني بل كان يعاقب أحد إخوتي, فكنت أعمل (البلوة) وأخي يقع فيها! وكنت أقف بعيداً أشاهده وهو يعاقب وأضحك عليه, وذات مرة حدث في المدرسة أن شقاوتي ضايقت المدرس, وبدلاً من أن يضربني, نادى على آخر وضربه قائلاً له: (لأن أخاك الصغير بهذه الشقاوة).؟!
ولكن بعد انتهاء اليوم الدراسي انتقم أخي لنفسه وضربني..!
- وفي فترة المراهقة تحولت هذه الشقاوة إلى هدوء تام والتزام واتجهت إلى كتابة الخواطر وأصبح تعاملي مع الأوراق والكتب فقط ولم أكن أترك كتاباً رومانسياً إلا وأقرأه.. وكما كانت دراستي ممتازة كنت حريصاً على أن أكون ممتازاً في الموسيقى والشعر أيضاً! لذلك كنت أسير على قدمي لمدة ساعتين حاملاً غيتاري على كتفي متجهاً إلى حيث كنت أتلقى دروساً في الغيتار وبرغم ما كنت أشعر به من تعب فإنه كان تعباً لذيذاً لأنني أحقق حلمي.
* من كان الأستاذ أو المثل الأعلى والقدوة في حياة كاظم؟
- أساتذتي في المعهد كانوا قدوة حسنة لي, ومنهم روحي الخماش رحمه الله, وكان وقتها من أكبر الموسيقيين في العراق, أيضاً عميد منير بشير, وجلال الحنفي الذي علمني عروض الشعر وآخرون, ولكني كنت أعتمد على نفسي.
فالتطور الأكاديمي بالنسبة لي كان مهماً جداً, وقبل التحاقي بمعهد الموسيقى كنت قد تخرجت من دار المعلمين وعملت أستاذاً في المدارس لفترة ثم بعدها اتجهت لدراسة الموسيقى, وفي أقرب فرصة سافرت خارج بغداد.
* من أين كانت الانطلاقة في مجال الغناء؟
- الانطلاقة كانت من بغداد حيث بدأت شهرتي هناك في عامي 1986 - 1987 ثم بعدها انتقلت شهرتي إلى العالم العربي وأميركا خصوصاً أغنية (عبرت الشط) التي غناها كثير من الفنانين العرب قبل أن يروا وجهي, وفي العام الكئيب والحزين عام 1991 دمرت 85 في المئة من أحلامي حيث واجهت صعوبات كثيرة عند دخولي أي بلد عربي, لأنني كنت مرفوضاً لكوني عراقي الجنسية, وحاربوني بشكل فظيع فأغنياتي لم تذع إلا في الإذاعات, وبعض الشركات قامت بالسطو على أغنياتي وألحاني وأعطتها لمطربين آخرين وأنكروا أنني الملحن والمطرب صاحب الأغنية, وكانوا يكتبون عليها فلكلور أو أي اسم , ومثل لي ذلك مأساة كبيرة عشتها لمدة ثلاث سنوات, ظللت خلالها على هذه الحال والهجوم ضدي يتزايد وأعامل معاملة سيئة, إلى أن دخلت الأردن, ومكثت فيها لمدة سنة, ثم ذهبت إلى لبنان لإحياء حفل هناك وكان المفروض أن نقيم أسبوعاً ونخرج, وحدث أن مكثنا في لبنان لمدة 42 يوماً, والحفلة الواحدة أصبحت حفلات, ولقاءات تلفزيونية كثيرة وأحاديث صحفية, وأحدثت حفلاتي هناك ضجة كبيرة وحدث أن الصحافة لم تكتب المطرب العراقي كاظم الساهر بل بعضهم كتب المطرب الخليجي, فاحتجت على ذلك وأصررت على وضع اسم العراق قبل اسمي وكانت تلك الفترة مليئة بالمعاناة والألم لكنها أتت ثمارها حين أعدت اسم العراق إلى أوراق الصحف لأن اسم بلدي كان ممنوعاً من أن يكتب في الصحف وتمكن الفنانون العراقيون من الغناء في الدول العربية التي كانت ترفضهم في السابق, والحمد لله أنه من خلالي استطعت فك الحصار عن الفن العراقي! وبعدها توالت مشاركاتي في المهرجانات العربية والدولية, وانطلقت وانطلق معي اسم العراق إلى عنان السماء.
* تصر على التلحين لنفسك, ولا تستعين بملحنين آخرين, ألا تخاف من الوقوع في التكرار الذي اتهمك البعض به؟
- (اللسان ليس به عظم) فأي واحد جالس في منزله يتكلم كما يشاء من دون علم أو دراية ولسانه لن يرهقه كثرة الكلام الفاضي, وليقل ما يشاء, فما التكرار الموجود في أغنياتي؟ وهل هناك ضعف في (حافية القدمين) أو )أحبيني بلا عقد(؟ ولو وجدوا في هذا الزمن أغاني أعلى من هذا المستوى فليأتوا لي بها.
* ألا تفكر في التعامل مع ملحنين آخرين حتى لو كان اللحن جديداً؟
- نعم حتى لو كان اللحن جديداً, مع احترامي للكثير من الملحنين, وهناك موسيقيون رائعون لهم تواجد فني جيد على الساحة مثل الموسيقار عمار الشريعي وغيره, ولكن كل ما هناك أنني رجل أحب الموسيقى وعندما تأثرت بالموسيقار عبد الوهاب كان لأنه في المقام الأول موسيقى, والموسيقى تشغلني أكثر من الغناء وأفرح كثيراً لألحاني وأشعر مع كل لحن أؤلفه أنني كطفل من جديد.
* تقديمك لأغان لها إيقاع راقص هل هدفه مغازلة جمهور بعيد عنك؟
- أسعدتني مقولتك أن لدي إيقاعات راقصة فكثيراً ما يطلب الناس مني إيقاعات راقصة لأنهم يحبونها, وما أقوم به أنني أحاول استخدام الإيقاعات الشرقية الراقصة بأسلوب كلاسيكي قديم, وفي الحقيقة أن الإحساس والكلام هو الذي يقودني.
* كيف ترى الساحة الغنائية الآن؟
- أنا لست ناقداً بل فنان, ومنذ عامين تحديداً عزفت عن مشاهدة قنوات الأغاني وإن حدث أن شاهدتها فيكون ذلك مصادفة بحكم تواجدي في مكان يذيعها, ولكني متابع جيد للقنوات الإخبارية باستمرار, وإذا سألتني عن مذيعي الأخبار والأحداث السياسية فسأجيب أما إذا سألتني عن المطربين الجدد وأخبارهم, فليس لدي إجابة وافية.