سنة المفاجآت الانقلابية
منذ بضع سنوات والأرض تعيش تنافراً بين كوكبي (ساتورن) و(جوبيتير) تشد درجاته حيناً وتخف أحياناً، لترمز إلى المشاكل والحروب والأزمات والتغييرات المفاجئة على كل صعيد، وحتى في حالات الطقس والسخونة والبرودة، فتحول في بعض البلدان الصيف شتاءً والشتاء صيفاً وانقلبت المقاييس، لكي يأتي عام 2006 (بالانهيارات الدراماتيكية) التي شهدناها وكانت عنوان الكتاب الأخير. منذ أوائل 2005 وكوكبا (ساتون) و(جوبيتير) يتنافران في السرطان والميزان، ثم في الأسد والعقرب في عام 2006، ففاقت أحداثه ما عرفناه في عام 2005، رغم تشكيك البعض بأن لا أسوأ مما كان! لحسن الحظ أن كوكب (جوبيتير) ترك برج العقرب في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي فخفف من حدة التوتر إذ دخل إلى برج القوس ليشكل طالعاً جيداً مع (ساتورن) يبشر بفترة استراحة واستعادة الذات، إذ إن هذين الكوكبين الجبارين منسجمان في موقعيهما حتى تاريخ 2 أيلول (سبتمبر) من عام 2007.
إذا حللنا الخريطة الفلكية فيطمئن بالنا قليلاً ونرتاح إلى بعض الآمال والتطورات والتحسن المرتقب في شتى الميادين. إن عام 2007 هو بدون شك أفضل من عام 2006 بالإجمال، ويوحي بحلول ولقاءات وهدنة، وإن تخللها خضات وأحداث وتقلبات ومفاجآت عالمية، إلا أنها فترة انتقالية نحو الحلول والاستقرار التي لا بد أن تأتي بعد سنوات المخاض التي نعيشها. إذا كانت سنة 2006 جهنمية فإن 2007 هي مطهرية، تنقذنا من بعض الأهواء وتضع النقاط على بعض الحروف وتبين النوايا وتجد حلولاً وتفتح الباب على حقيقة الصراعات لتخرج بعضها إلى العلن وتجد حلولاً لبعضها الآخر. تتبدل المواقع ويتغير مسؤولون في العالم لنطل على عام يشير إلى عودة القادة الأقوياء وذلك على كل العصد: السياسية، الفكرية، الدينية والروحية. لا مكان في هذه السنة للتسويات والتنازلات والحلول الوسطية، بل إن باب المغامرات مفتوح على مصراعيه لكي يأتي بالحسم وبحكام أقوياء يتبوأون المناصب العالية ويفرضون النظام والقانون.
تتضاعف اللقاءات والمفاوضات الآيلة إلى السلام وتكون النقاشات حامية ومشتعلة، في حين يبلغ التطرف الديني ذروته لكي نشهد قيام قادة روحيين نحو الخير والسلام. يشهد عام 2007 حركة نحو التعقل وتحمل المسؤولية وميلاً إلى الاعتدال والاتزان والاتفاق على مشاريع تضمن حق الجميع. إلا أن الخطوات تبقى بطيئة وتتعثر في بعض الأحيان بسبب إرادات معاكسة ما زالت تعمل في الخفاء والعلن لتغيير بعض المعالم والخرائط ربما. يشعر كل واحد منا في هذه السنة بمسؤوليته وبضرورة مشاركته في صنع القرار لنرى وجوهاً جديدة تظهر على الساحة ووجهاً أخرى تغيب، بسبب خسارة أو انهزام أو موت أو انسحاب من الشأن العام. أما الطامحون فكثر، لكن لا يؤمن الكثيرون منهم الاستمرارية بل يأتون كفقاقيع الصابون في بعض الأحيان ما أن يطلوا حتى يتبخروا ويتركوا مكانهم للأجدر والأقوى. أما محاولات السيطرة فتبدو متعددة في سنة تحمل في طياتها مغامرات ومتغيرات كثيرة.
تعلب الجيوش دوراً كبيراً في هذه السنسة وتتدخل في بعض الأيحان للمساعدة أو للحسم أو لتقديم العون، على أثر بعض النكبات والكوارث الطبيعية وغيرها. قد يشهد هذا العام عمليات إنقاذ كبيرة، خاصة في الأشهر الأربعة الأخيرة من السنة. وقد نشهد انسحابات لجيوش أخرى في بعض الأماكن.
تشير الحسابات الفلكية أيضاً إلى مساع عديدة لتحسين الوضع الاقتصادي العام، إذ يحاول المعنيون في العالم إيجاد الحلول لبعض المشاكل العالقة منذ مدة. إلا أن الفلك ينذر بعض المستثمرين بعدم الجازفة خاصة في مجال البورصة والتي تشهد انهيارات هذه السنة ومفاجآت وتقلبات. كذلك يدعو إلى عدم الرهان على بعض التكنولوجيا الجديدة غير المختبرة، في حين يشجع على الاستثمار في المجال العقاري كما في المعادن الثمينة التي تبدو أكثر أماناً وثباتاً هذه السنة.
تستمر الصراعات الدينية أيضاً وقد تتفاقم لجهل في التعاطي معها أو لإفلاس أمام النوايا الإجرامية لبعض المخططين والمنفذين.
الكواكب: كواقعها وتأثيراتها
يسافر كوكب (جوبيتير) في برجه هذه السنة، أي في القوس، ويبدو مزهواً بمكانه ليرسل أشد ذبذباته حتى تاريخ 18 كانون الأول (ديسمبر)، قبل أن ينتقل إلى برج الجدي. في هذه السنة تكون طوالعه جيدة حيناً ومقلقة أحياناً أخرى. قد يشير هذا الكوكب إلى أحداث مربكة على أثر قرارات متسرعة أو انقلابات. إن (جوبيتير)، عندما يتنافر مع كوكب آخر، فيدفعنا إلى التقاط أنفاسنا وتوقع الأسوأ. يشكل هذه السنة مربعاً مع (أورانوس) في الحوت يبلغ ذروته في 22 كانون الثاني (يناير) في الشهر الأول من السنة، ليولد أجواء دقيقة في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، وتطال تأثيراته عالم المال والبورصة والاقتصاد، فنسمع ببعض الانهيارات، تماماً كما توقعت وحصل في شهر آذار (مارس) من السنة الماضية. هذا المربع لا يعني فقط الوضع المالي، بل يشير أيضاً إلى كوارث طبيعية وهزات وتلوث وتحطم طائرات ومخاطر تستهدف السلامة العامة. هذا المربع يعود ليربك سماءنا في أيار (مايو) وفي تشرين الأول (أوكتوبر)، فيهدد بفضائح وبمحاكمات عالمية مربكة ونزاعات طائفية واضطرابات عامة كما محاولات الاغتيال التي تنطلق من تعصب ديني أو إثني.
إلا ان (جوبيتير) يبشر بحلول السلام عندما يتناغم مع كواكب أخرى. وهو يشير هذه السنة إلى حلول على الصعيدين الاجتماعي والسياسي وسلام يعم بعض الأماكن الساخنة وتضامن عالمي لنصرة قضية حق وحركات شعبية مناهضة للحروب والاستبداد، وذلك خاصة في نيسان (أبريل) وأوائل شهر أيار (مايو) وأواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر).
يشهد هذا العام أيضاً تنافراً فلكياً بين (ساتورن) في الأسد و (نبتون) في الدلو يستمر حتى آخر شهر آب (أغسطس)، ويبلغ ذروته في كانون الثاني (يناير) وأيار (مايو) ويهدد بعض البلدان بحروب دينية متداخلة مع بعض الأوضاع السياسية. وقد نرى السلطات منقادة وراء تيارات شعبية تطالب بهويتها واستقلالها. هذا وتشهد البورصة بعض الانهيارات خاصة في أيار (مايو) وامتداداً حتى آب (أغسطس) الذي ينذر بإعلان حرب بين بعض الدلو وبنزعات دامية تطال بلداناً في الشرق الأوسط.
إلا أن هذا العام يشهد فترات متتالية من الإيجابية والسلبية. فتكاد لا تعرف كيف تحد أجواءه. يكف كوكب (ساتورن)، مثلاً، عن المعاكسة ابتداءً من منتصف تموز (يوليو) ويشكل مثلثاً جيداً مع (بلوتون) حوالي 6 آب (أغسطس)، ما يبشر بمفاجآت إيجابية ومحاولات فرض السلام أو مفاوضات جديدة لإزاحة شبح الحرب. إلا أن الكسوف لا يلبث أن يتبع هذا المؤشر الإيجابي بتاريخ 28 آب (أغسطس) لينذر بفترة قد تكون دقيقة.
أما (أورانوس) الذي انتقل منذ أقل من أربع سنوات إلى برج الحوت وأعلن عن فترة انهيارات وحروب فما يزال ينذر بالأخطار والمفاجآت عندما يتنافر مع كواك أخرى، ويكون طالعه دقيقاً في الشهر الأول من السنة، ثم بين أواخر شباط (فبراير) ومنتصف أيار (مايو)، وبين أواخر أيلول (سبتمبر) ومنتصف تشرين الأول (أوكتوبر). تكون هذه الفترات مهددة بكوارث طبيعية وهزات سياسية وعمليات الافتراء والفساد ومؤشرات لفضائح وخسائر، كما لانهزام بعض الأنظمة والمراجع النافذة في العالم، كما القرارات المفاجئة بالانسحاب من بعض البلدان أو من بعض المفاوضات أو إحداث انقلاب صادم على بعض الأوضاعش. يهدد هذا الطالع أيضاً بحوادث مفجعة كتحطيم طائرات وانقلابات دموية وثورات عنيفة.
فترة دقيقة بين 2 أيلول (سبتمبر) و 18 كانون الأول (ديسمبر)
يدخل كوكب (ساتورن) برج العذراء ابتداءً من 2 أيلول (سبتمبر) فكيف عن المعاكسة مع (نبتون) لكنه يواجه (أورانوس) في الحوت ويتنافر مع (جوبيتير) في القوس، فتكون هذه الفترة دقيقة جداً وتذكر بتنافر (ساتورن) و(جوبيتير) في عام 2006. ما قد يفسر بمواجهات وحروب واستنفار وانقسامات، فتسود الفوضى والالتباس وتتهدد الأوضاع الاقتصادية في بعض البلدان المعرضة للأخطار. إلا أن الطالع الجيد بين (جوبيتير) و(نبتون) في 30 تشرين الأول (أوكتوبر) فيفتح باباً للأمل في إيجاد الحلول والتخفيف من الضغط وتسوية الأوضاع، على أثر بعض المفاوضات والاتفاقات الطارئة. أما لقاء (بلوتون) و(جوبيتير) في 11 كانون الأول (ديسمبر) فيكون استثنائياً ولا يتم إلا مرة كل اثني عشر عاماً، هذا اللقاء يتحدث عن أحداث عالمية مميزة تترك أثرها على السنوات المقبلة. يلي ذلك خروج كوكب (جوبيتير) من برج القوس لكي ينتقل إلى الجدي ويعد بنهاية سنة جيدة تنتصر خلالها الحكمة والتعقل والسلام.
تتوالى أحداث الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة لكي تغير وجه بعض البلدان أحياناً وتحمل مفاجآت بين أيلول (سبتمبر) وأوائل كانون الأول (ديسمبر) فنفاجأ مثلاً بموت شخصية كبيرة، أو بانهيار نظام سياسي، أو إعلان الفشل لخطة كبيرة شغلت العالم، أو انتصار مباغت يحققه فريق على آخر في بعض الأماكن. يشير أيضاً هذا الطالع في نهاية السنة إلى إعلان استقلال ما، أو التوصل إلى صيغة تفاهم بين جهات متصارعة، لكي تكون الأيام الأخيرة من هذه السنة انطلاقة جديدة لسنة أكثر وعداً في الـ 2008.
أين الكسوف والخسوف هذه السنة؟
تسجل هذه السنة كسوفين وخسوفين: خسوفاً كلياً في 3 آذار (مارس) في برج العذراء وكسوفاً جزئياً في 18 آذار (مارس) في برج الحوت، أما الخسوف الكلي الآخر فيقع في 28 آب (أغسطس) في برج الحوت، وأخيراً يسجل أيلول (سبتمبر) كسوفاً جزئياً في 11 في برج العذراء. أما عوامل الخسوف فتبدو أكثر حدة من الكسوف، وتدعو إلى الاهتمام بالصحة والسلامة وعدم البدء بجديد وتشير إلى نهاية فترة وبداية فترة أخرى. قد تكون التأثيرات طويلة الأمد وتتجلى بعد أشهر من مرور هذا الكسوف أو الخسوف، لكن من المفترض أن نحافظ على الهدوء ونتجنب المبادرات والأسفار في فترات الكسوف والخسوف إذا استطعت، وذلك قبل وبعد أسبوع من حصوله. لكنك تشعر بعد ثلاثة أيام من الكسوف والخسوف أن النمط عاد طبيعياً. وتستطيع أن تبادر إلى أعمالك بدون أي تهديد. أكثر المعنيين بهذه العوامل هم من يقع عيد مولدهم في التاريخ نفسه للكسوف والخسوف. كذلك يجب على مواليد الحوت، القوس، العذراء والجوزاء أن يتحسبوا لهذه العوالم هذه السنة، وأن يتحفظوا عن أية مبادرة أو خطوات مصيرية في هذه الفترات.
الدورات الفلكية هذه السنة والتواريخ المهمة
22 كانون الثاني (يناير): تنافر بين (جوبيتير) و(أورانوس): مناخ من الفوضى والتعنت والتعصب، اغتيالات، كوارث طبيعية، نكبات اقتصادية.
22 شباط (فبراير): تنافر بين (ساتورن) و(نبتون): انقلاب على بعض السلطات، تغييرات حكومية في بعض البلدان، أزمة كبيرة وقد تكون بلدان أوروبا الشرقية أكثر تعرضاً لهذا الأمر.
10 أيلول (مايو): تنافر بين (جوبيتير) و(أورانوس): تصلب وجو من العدائية والتطرف وانهيار اقتصادي في بعض الأماكن، اغتيالات وبعض الكوارث.
9 تشرين الأول (أكتوبر): تنافر بين (جوبيتير) و (أورانوس): يولد مناخاً من الاضطرابات وعدم الثقة وتبادل الاتهامات والانقلابات المفاجئة.
دورات إيجابية
16 آذار (مارس): مثلث جيد بين (ساتورن) و(جوبيتير) وهي دورة بناءة على الصعيد الاجتماعي، السياسي والاقتصادي، وتعني توصلاً للحلول والاستقرار وتطبيقاً للقوانين.
6 أيار (مايو): وضع فلكي إيجابي بين (جوبيتير) و(ساتورن) في القوس والأسد يدفع الأمور باتجاهات إيجابية لكن للأسف يتبعها مباشرة تنافر في 10 أيار (مايو) كما ذكرت سابقاً.
6آب (أغسطس): طالع إيجابي بين (بلوتون) و(ساتورن) يأتي بالحلول على الأصعدة السياسية والاقتصادية وبتغييرات إيجابية كما بازدهار اقتصادي. (قد تكون بلدان لبنان، سورية، إسرائيل والعراق) معنية بهذا الطالع.
30 تشرين الأول (أوكتوبر): طالع فلكي جيد بين (جوبيتير) و(نبتون) يشير إلى سلام وازدهام وتفاهم واتفاقات وأعمال إنسانية كبيرة.
أما التلاقي بين (جوبيتير) و(بلوتون) الذي يتم في 11 كانون الأول (ديسمبر) فيبدو التاريخ الأهم إذ يشير إلى نهاية سنة استثنائية قد تكون انقلابية. يغيب خلالها أشخاص أو وجوه وبفرض الحق كما السلام في بعض الأماكن، ما يحصل في الأيام الأخيرة من السنة يبدو استنثنائياً ويحمل أحداثاً غير اعتيادية ومفاجآت يهتز لها العالم، إلا أنه يشير إلى الإيجابيات في النهاية.
سنة الخنزير صينياً
غالباً ما تكون سنة الخنزير سنة الحظ والازدهار، تدعو إلى التفاهم والانسجام وإعادة الاعتبار إلى القيم العائلية والاجتماعية، يزدهر خلالها الاقتصاد والتجارة والأعمال والاختراعات العلمية والإنجازات الهائلة التي يتحدث عنها العالم، كذلك تعرف سنة الخنزير بسنة الإنسانية والتعاضد والتعاطف مع الآخرين.
تبشر سنة الخنزير بفترة مميزة من التفاهم السياسي وإنهاء بعض الصراعات، فهي سنة معروفة بالسلام وإنهاء النزاعات. قد تتغير أوضاع في بلدان عديدة ويشهد العالم انعطافاً مهماً نحو حكم جديد وتغيير في الأسلوب، فيظهر قادة جدد على الساحة يتعاونون لإيجاد بعض الحلول العالمية. هي سنة مؤاتية للرأسماليين كما للمفكرين، أما تأثيرها فيكون إيجابياً على الجميع.
إذا ولد طفلت في سنة الخنزير فالأفضل له أن يولد في نهاية السنة لا في أولها. تبدأ سنة الخنزير في 18 شباط (فبراير) من عام 2007.
منذ بضع سنوات والأرض تعيش تنافراً بين كوكبي (ساتورن) و(جوبيتير) تشد درجاته حيناً وتخف أحياناً، لترمز إلى المشاكل والحروب والأزمات والتغييرات المفاجئة على كل صعيد، وحتى في حالات الطقس والسخونة والبرودة، فتحول في بعض البلدان الصيف شتاءً والشتاء صيفاً وانقلبت المقاييس، لكي يأتي عام 2006 (بالانهيارات الدراماتيكية) التي شهدناها وكانت عنوان الكتاب الأخير. منذ أوائل 2005 وكوكبا (ساتون) و(جوبيتير) يتنافران في السرطان والميزان، ثم في الأسد والعقرب في عام 2006، ففاقت أحداثه ما عرفناه في عام 2005، رغم تشكيك البعض بأن لا أسوأ مما كان! لحسن الحظ أن كوكب (جوبيتير) ترك برج العقرب في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي فخفف من حدة التوتر إذ دخل إلى برج القوس ليشكل طالعاً جيداً مع (ساتورن) يبشر بفترة استراحة واستعادة الذات، إذ إن هذين الكوكبين الجبارين منسجمان في موقعيهما حتى تاريخ 2 أيلول (سبتمبر) من عام 2007.
إذا حللنا الخريطة الفلكية فيطمئن بالنا قليلاً ونرتاح إلى بعض الآمال والتطورات والتحسن المرتقب في شتى الميادين. إن عام 2007 هو بدون شك أفضل من عام 2006 بالإجمال، ويوحي بحلول ولقاءات وهدنة، وإن تخللها خضات وأحداث وتقلبات ومفاجآت عالمية، إلا أنها فترة انتقالية نحو الحلول والاستقرار التي لا بد أن تأتي بعد سنوات المخاض التي نعيشها. إذا كانت سنة 2006 جهنمية فإن 2007 هي مطهرية، تنقذنا من بعض الأهواء وتضع النقاط على بعض الحروف وتبين النوايا وتجد حلولاً وتفتح الباب على حقيقة الصراعات لتخرج بعضها إلى العلن وتجد حلولاً لبعضها الآخر. تتبدل المواقع ويتغير مسؤولون في العالم لنطل على عام يشير إلى عودة القادة الأقوياء وذلك على كل العصد: السياسية، الفكرية، الدينية والروحية. لا مكان في هذه السنة للتسويات والتنازلات والحلول الوسطية، بل إن باب المغامرات مفتوح على مصراعيه لكي يأتي بالحسم وبحكام أقوياء يتبوأون المناصب العالية ويفرضون النظام والقانون.
تتضاعف اللقاءات والمفاوضات الآيلة إلى السلام وتكون النقاشات حامية ومشتعلة، في حين يبلغ التطرف الديني ذروته لكي نشهد قيام قادة روحيين نحو الخير والسلام. يشهد عام 2007 حركة نحو التعقل وتحمل المسؤولية وميلاً إلى الاعتدال والاتزان والاتفاق على مشاريع تضمن حق الجميع. إلا أن الخطوات تبقى بطيئة وتتعثر في بعض الأحيان بسبب إرادات معاكسة ما زالت تعمل في الخفاء والعلن لتغيير بعض المعالم والخرائط ربما. يشعر كل واحد منا في هذه السنة بمسؤوليته وبضرورة مشاركته في صنع القرار لنرى وجوهاً جديدة تظهر على الساحة ووجهاً أخرى تغيب، بسبب خسارة أو انهزام أو موت أو انسحاب من الشأن العام. أما الطامحون فكثر، لكن لا يؤمن الكثيرون منهم الاستمرارية بل يأتون كفقاقيع الصابون في بعض الأحيان ما أن يطلوا حتى يتبخروا ويتركوا مكانهم للأجدر والأقوى. أما محاولات السيطرة فتبدو متعددة في سنة تحمل في طياتها مغامرات ومتغيرات كثيرة.
تعلب الجيوش دوراً كبيراً في هذه السنسة وتتدخل في بعض الأيحان للمساعدة أو للحسم أو لتقديم العون، على أثر بعض النكبات والكوارث الطبيعية وغيرها. قد يشهد هذا العام عمليات إنقاذ كبيرة، خاصة في الأشهر الأربعة الأخيرة من السنة. وقد نشهد انسحابات لجيوش أخرى في بعض الأماكن.
تشير الحسابات الفلكية أيضاً إلى مساع عديدة لتحسين الوضع الاقتصادي العام، إذ يحاول المعنيون في العالم إيجاد الحلول لبعض المشاكل العالقة منذ مدة. إلا أن الفلك ينذر بعض المستثمرين بعدم الجازفة خاصة في مجال البورصة والتي تشهد انهيارات هذه السنة ومفاجآت وتقلبات. كذلك يدعو إلى عدم الرهان على بعض التكنولوجيا الجديدة غير المختبرة، في حين يشجع على الاستثمار في المجال العقاري كما في المعادن الثمينة التي تبدو أكثر أماناً وثباتاً هذه السنة.
تستمر الصراعات الدينية أيضاً وقد تتفاقم لجهل في التعاطي معها أو لإفلاس أمام النوايا الإجرامية لبعض المخططين والمنفذين.
الكواكب: كواقعها وتأثيراتها
يسافر كوكب (جوبيتير) في برجه هذه السنة، أي في القوس، ويبدو مزهواً بمكانه ليرسل أشد ذبذباته حتى تاريخ 18 كانون الأول (ديسمبر)، قبل أن ينتقل إلى برج الجدي. في هذه السنة تكون طوالعه جيدة حيناً ومقلقة أحياناً أخرى. قد يشير هذا الكوكب إلى أحداث مربكة على أثر قرارات متسرعة أو انقلابات. إن (جوبيتير)، عندما يتنافر مع كوكب آخر، فيدفعنا إلى التقاط أنفاسنا وتوقع الأسوأ. يشكل هذه السنة مربعاً مع (أورانوس) في الحوت يبلغ ذروته في 22 كانون الثاني (يناير) في الشهر الأول من السنة، ليولد أجواء دقيقة في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، وتطال تأثيراته عالم المال والبورصة والاقتصاد، فنسمع ببعض الانهيارات، تماماً كما توقعت وحصل في شهر آذار (مارس) من السنة الماضية. هذا المربع لا يعني فقط الوضع المالي، بل يشير أيضاً إلى كوارث طبيعية وهزات وتلوث وتحطم طائرات ومخاطر تستهدف السلامة العامة. هذا المربع يعود ليربك سماءنا في أيار (مايو) وفي تشرين الأول (أوكتوبر)، فيهدد بفضائح وبمحاكمات عالمية مربكة ونزاعات طائفية واضطرابات عامة كما محاولات الاغتيال التي تنطلق من تعصب ديني أو إثني.
إلا ان (جوبيتير) يبشر بحلول السلام عندما يتناغم مع كواكب أخرى. وهو يشير هذه السنة إلى حلول على الصعيدين الاجتماعي والسياسي وسلام يعم بعض الأماكن الساخنة وتضامن عالمي لنصرة قضية حق وحركات شعبية مناهضة للحروب والاستبداد، وذلك خاصة في نيسان (أبريل) وأوائل شهر أيار (مايو) وأواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر).
يشهد هذا العام أيضاً تنافراً فلكياً بين (ساتورن) في الأسد و (نبتون) في الدلو يستمر حتى آخر شهر آب (أغسطس)، ويبلغ ذروته في كانون الثاني (يناير) وأيار (مايو) ويهدد بعض البلدان بحروب دينية متداخلة مع بعض الأوضاع السياسية. وقد نرى السلطات منقادة وراء تيارات شعبية تطالب بهويتها واستقلالها. هذا وتشهد البورصة بعض الانهيارات خاصة في أيار (مايو) وامتداداً حتى آب (أغسطس) الذي ينذر بإعلان حرب بين بعض الدلو وبنزعات دامية تطال بلداناً في الشرق الأوسط.
إلا أن هذا العام يشهد فترات متتالية من الإيجابية والسلبية. فتكاد لا تعرف كيف تحد أجواءه. يكف كوكب (ساتورن)، مثلاً، عن المعاكسة ابتداءً من منتصف تموز (يوليو) ويشكل مثلثاً جيداً مع (بلوتون) حوالي 6 آب (أغسطس)، ما يبشر بمفاجآت إيجابية ومحاولات فرض السلام أو مفاوضات جديدة لإزاحة شبح الحرب. إلا أن الكسوف لا يلبث أن يتبع هذا المؤشر الإيجابي بتاريخ 28 آب (أغسطس) لينذر بفترة قد تكون دقيقة.
أما (أورانوس) الذي انتقل منذ أقل من أربع سنوات إلى برج الحوت وأعلن عن فترة انهيارات وحروب فما يزال ينذر بالأخطار والمفاجآت عندما يتنافر مع كواك أخرى، ويكون طالعه دقيقاً في الشهر الأول من السنة، ثم بين أواخر شباط (فبراير) ومنتصف أيار (مايو)، وبين أواخر أيلول (سبتمبر) ومنتصف تشرين الأول (أوكتوبر). تكون هذه الفترات مهددة بكوارث طبيعية وهزات سياسية وعمليات الافتراء والفساد ومؤشرات لفضائح وخسائر، كما لانهزام بعض الأنظمة والمراجع النافذة في العالم، كما القرارات المفاجئة بالانسحاب من بعض البلدان أو من بعض المفاوضات أو إحداث انقلاب صادم على بعض الأوضاعش. يهدد هذا الطالع أيضاً بحوادث مفجعة كتحطيم طائرات وانقلابات دموية وثورات عنيفة.
فترة دقيقة بين 2 أيلول (سبتمبر) و 18 كانون الأول (ديسمبر)
يدخل كوكب (ساتورن) برج العذراء ابتداءً من 2 أيلول (سبتمبر) فكيف عن المعاكسة مع (نبتون) لكنه يواجه (أورانوس) في الحوت ويتنافر مع (جوبيتير) في القوس، فتكون هذه الفترة دقيقة جداً وتذكر بتنافر (ساتورن) و(جوبيتير) في عام 2006. ما قد يفسر بمواجهات وحروب واستنفار وانقسامات، فتسود الفوضى والالتباس وتتهدد الأوضاع الاقتصادية في بعض البلدان المعرضة للأخطار. إلا أن الطالع الجيد بين (جوبيتير) و(نبتون) في 30 تشرين الأول (أوكتوبر) فيفتح باباً للأمل في إيجاد الحلول والتخفيف من الضغط وتسوية الأوضاع، على أثر بعض المفاوضات والاتفاقات الطارئة. أما لقاء (بلوتون) و(جوبيتير) في 11 كانون الأول (ديسمبر) فيكون استثنائياً ولا يتم إلا مرة كل اثني عشر عاماً، هذا اللقاء يتحدث عن أحداث عالمية مميزة تترك أثرها على السنوات المقبلة. يلي ذلك خروج كوكب (جوبيتير) من برج القوس لكي ينتقل إلى الجدي ويعد بنهاية سنة جيدة تنتصر خلالها الحكمة والتعقل والسلام.
تتوالى أحداث الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة لكي تغير وجه بعض البلدان أحياناً وتحمل مفاجآت بين أيلول (سبتمبر) وأوائل كانون الأول (ديسمبر) فنفاجأ مثلاً بموت شخصية كبيرة، أو بانهيار نظام سياسي، أو إعلان الفشل لخطة كبيرة شغلت العالم، أو انتصار مباغت يحققه فريق على آخر في بعض الأماكن. يشير أيضاً هذا الطالع في نهاية السنة إلى إعلان استقلال ما، أو التوصل إلى صيغة تفاهم بين جهات متصارعة، لكي تكون الأيام الأخيرة من هذه السنة انطلاقة جديدة لسنة أكثر وعداً في الـ 2008.
أين الكسوف والخسوف هذه السنة؟
تسجل هذه السنة كسوفين وخسوفين: خسوفاً كلياً في 3 آذار (مارس) في برج العذراء وكسوفاً جزئياً في 18 آذار (مارس) في برج الحوت، أما الخسوف الكلي الآخر فيقع في 28 آب (أغسطس) في برج الحوت، وأخيراً يسجل أيلول (سبتمبر) كسوفاً جزئياً في 11 في برج العذراء. أما عوامل الخسوف فتبدو أكثر حدة من الكسوف، وتدعو إلى الاهتمام بالصحة والسلامة وعدم البدء بجديد وتشير إلى نهاية فترة وبداية فترة أخرى. قد تكون التأثيرات طويلة الأمد وتتجلى بعد أشهر من مرور هذا الكسوف أو الخسوف، لكن من المفترض أن نحافظ على الهدوء ونتجنب المبادرات والأسفار في فترات الكسوف والخسوف إذا استطعت، وذلك قبل وبعد أسبوع من حصوله. لكنك تشعر بعد ثلاثة أيام من الكسوف والخسوف أن النمط عاد طبيعياً. وتستطيع أن تبادر إلى أعمالك بدون أي تهديد. أكثر المعنيين بهذه العوامل هم من يقع عيد مولدهم في التاريخ نفسه للكسوف والخسوف. كذلك يجب على مواليد الحوت، القوس، العذراء والجوزاء أن يتحسبوا لهذه العوالم هذه السنة، وأن يتحفظوا عن أية مبادرة أو خطوات مصيرية في هذه الفترات.
الدورات الفلكية هذه السنة والتواريخ المهمة
22 كانون الثاني (يناير): تنافر بين (جوبيتير) و(أورانوس): مناخ من الفوضى والتعنت والتعصب، اغتيالات، كوارث طبيعية، نكبات اقتصادية.
22 شباط (فبراير): تنافر بين (ساتورن) و(نبتون): انقلاب على بعض السلطات، تغييرات حكومية في بعض البلدان، أزمة كبيرة وقد تكون بلدان أوروبا الشرقية أكثر تعرضاً لهذا الأمر.
10 أيلول (مايو): تنافر بين (جوبيتير) و(أورانوس): تصلب وجو من العدائية والتطرف وانهيار اقتصادي في بعض الأماكن، اغتيالات وبعض الكوارث.
9 تشرين الأول (أكتوبر): تنافر بين (جوبيتير) و (أورانوس): يولد مناخاً من الاضطرابات وعدم الثقة وتبادل الاتهامات والانقلابات المفاجئة.
دورات إيجابية
16 آذار (مارس): مثلث جيد بين (ساتورن) و(جوبيتير) وهي دورة بناءة على الصعيد الاجتماعي، السياسي والاقتصادي، وتعني توصلاً للحلول والاستقرار وتطبيقاً للقوانين.
6 أيار (مايو): وضع فلكي إيجابي بين (جوبيتير) و(ساتورن) في القوس والأسد يدفع الأمور باتجاهات إيجابية لكن للأسف يتبعها مباشرة تنافر في 10 أيار (مايو) كما ذكرت سابقاً.
6آب (أغسطس): طالع إيجابي بين (بلوتون) و(ساتورن) يأتي بالحلول على الأصعدة السياسية والاقتصادية وبتغييرات إيجابية كما بازدهار اقتصادي. (قد تكون بلدان لبنان، سورية، إسرائيل والعراق) معنية بهذا الطالع.
30 تشرين الأول (أوكتوبر): طالع فلكي جيد بين (جوبيتير) و(نبتون) يشير إلى سلام وازدهام وتفاهم واتفاقات وأعمال إنسانية كبيرة.
أما التلاقي بين (جوبيتير) و(بلوتون) الذي يتم في 11 كانون الأول (ديسمبر) فيبدو التاريخ الأهم إذ يشير إلى نهاية سنة استثنائية قد تكون انقلابية. يغيب خلالها أشخاص أو وجوه وبفرض الحق كما السلام في بعض الأماكن، ما يحصل في الأيام الأخيرة من السنة يبدو استنثنائياً ويحمل أحداثاً غير اعتيادية ومفاجآت يهتز لها العالم، إلا أنه يشير إلى الإيجابيات في النهاية.
سنة الخنزير صينياً
غالباً ما تكون سنة الخنزير سنة الحظ والازدهار، تدعو إلى التفاهم والانسجام وإعادة الاعتبار إلى القيم العائلية والاجتماعية، يزدهر خلالها الاقتصاد والتجارة والأعمال والاختراعات العلمية والإنجازات الهائلة التي يتحدث عنها العالم، كذلك تعرف سنة الخنزير بسنة الإنسانية والتعاضد والتعاطف مع الآخرين.
تبشر سنة الخنزير بفترة مميزة من التفاهم السياسي وإنهاء بعض الصراعات، فهي سنة معروفة بالسلام وإنهاء النزاعات. قد تتغير أوضاع في بلدان عديدة ويشهد العالم انعطافاً مهماً نحو حكم جديد وتغيير في الأسلوب، فيظهر قادة جدد على الساحة يتعاونون لإيجاد بعض الحلول العالمية. هي سنة مؤاتية للرأسماليين كما للمفكرين، أما تأثيرها فيكون إيجابياً على الجميع.
إذا ولد طفلت في سنة الخنزير فالأفضل له أن يولد في نهاية السنة لا في أولها. تبدأ سنة الخنزير في 18 شباط (فبراير) من عام 2007.